من الجولان إلى حنا مينا - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

الروائي حنا مينا

من الجولان إلى حنا مينا
نبيه حلبي – 05\11\2009
لا تمت قبل أن تكحل عينيك بجمال الأرض المحتلة من الجولان، قبل أن تغسل قدميك بماء طبريا المحبة لبحار مثلك. لا تبع تحفك الأثرية وأثاث منزلك.. لتسكت جوع المعدة البلهاء. ألا تعرف تلك المعدة أنها ملك لرجل لا يشبه باقي الرجال. لمحب شبع من الحياة, والحياة لم تشبع منه أو تمله بعد...
حنا مينا.. لقد وصلتنا أخبارك.. نحن المقهورون في الجولان وفلسطين. كم تمنينا أن نلقاك في الحرية. لتصفها لنا بأسلوبك الرائع. لكن أن نعلم انك حبيس مثلنا، سجين جوعك وقهرك، فهذا ما لم نتوقعه أبدا أيها الرجل الشجاع.. زمن جئناه سويا.. ليس لنا ولا يشبهنا بشيء.. أيها اللاذقي الساحلي الجبلي، لماذا ولدت في القرن العشرين؟ ربما كان الثلاثين يلائمك أكثر...
اصبر قليلا على الرحيل.. سنجمع لك سلال المشمش من نابلس.. والتين من جنين.. والرمان من بيت لحم.. والعنب من الخليل.. والتفاح من الجولان.. ونكحل حملنا لك بالكرز من سفوح حرمون.. لتأكل وتشبع وتكتب لنا المزيد عن الرجال الشجعان.. والصبر على شظف الحياة.. وكيف يكون الحب تحت زخ الرصاص.. وكيف العشق لا يموت حتى لو غاب الجسد...
أيها الرائع أبدا.. تلفك الأذرع الصغيرة لأطفال المخيمات، ترجوك أن انتظر.. تجمع كتبك نساء الحارات المنسية، ليقرأنك ويعدن اكتشاف الأنثى العربية التي سحقها الابتذال في الإعلام الرخيص... هاك يدنا نمدها لك من خلف الأسلاك الشائكة.. فارغة إلا من بعض حبات الفاكهة التي ماتزال أرضنا الكريمة تهبنا إياها... نعطيك ما نملك لتعيش أكثر... لأنهم سلبوك ما يجب أن تملك، لترحل باكرا وتريحهم من قلمك الذي طالما أرقهم وفضح عوراتهم...ابن المسؤول وخادمه وكلبه شبعوا من كثرة سرقاتهم وقلة محاسبتهم.. وأنت ما زلت تبحث عن ثمن علبة السجائر التالية.. أي خواء حكم نعيش؟.. بله يسكن الرؤوس .فيموت المبدع وحيدا... لو كنت في غير بلاد "لاغتنيت" ومددت لنا أنت يد العون والتبرعات مع رواياتك التي لم تشبعنا بعد.. بدل أن نتراكض هنا قرب جدار الفصل العنصري حول غزة.. لننقذ فيك ما تبقى منك...
آسفون أيها الروائي العالمي المبدع على قلة حيلتنا، فتقبل منا ملايين سلال الحب التي لن تنتهي, حتى بعد رحيلك... 

إقرأ أيضاً: حنا مينه اهم روائي سوري ...يبيع تحفه الأثرية ليعيش؟